جبهة إصلاح الجماعه الاسلامية |
حين تنكس الأعلام..وتخفق الرايات.. حين تحار فى أمرها الأقلام.. وتتوارى خجلاً الكلمات..حين تزل الأقدام ..وتخفق الهامات..حين تثبط الهمم .. وتفتر العزمات.. حين تعلو الصرخات.. وتتوالى النكبات.. حين تتهاوى القيم.. وتسقط القمم.. حين يعلوا اللئام.. ويهوى الكرام.. ماذا تنتظر من أمة هذا حالها..وهؤلاء ابناءها؟..غير الاستسلام والتسليم.. والذل والعار.. حتى بتنا بلا مأوى.. وعشنا بلا مطعم.. وبقينا فى ذيل القافلة.. ولسان حالى أنادى على أمتى مذكراً
يا أمة كانت بالأمس سائدة.... واليوم لا حس و لا خبرُ ...
نفس الدساتير ما كنتى به رائدة....لكنا اختلفنا فهذا عظيم وهذا محتقرُ....
أرضيت بالذل عنواناً....أم هانت عزائمكم وهان المجد والفخرُ....
مجد أبى بكر والأولى سلفوا..... فخر الفاروق رمز العدل يا عمرُ...
ابكى على حالك ويموت الحر كمداً..وإذا كنا ننعى الأمة نكبتها ونواسيها مصيبتها .. فإن النكبة الكبرى والمصيبة العظمى.. تتمثل فى أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.. لكنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.. ويقتلون فينا مجد الأوائل .. ويمحون سير الأفاضل.. يذبحون الفضيلة بسوء أخلاقهم .. ويعتقلون محاسن الأخلاق بقبح فعالهم.. حيت تراهم أسوداً فى النزال على بعضهم.. لا يسلم أحدهم من بطش يد أخيه أو بذاءة لسانه أو غل وحقد قلبه.. وربما لم تر لذلك سبباً يذكر غير اختلاف فى الرأى والفكر..فيا أيها الموتورون كفوا بأسكم عن الإسلام فإن له رب يحميه.. لا تتحدثوا باسمه فهو منكم براء.. لا تلبسوا لبوسه فلستم من أهله.. وإلا سيموت الحر كمداً من أفعالكم وشؤم صنيعكم..لقد خلق الله تعالى الإنسان وكرمه.. وأسبغ عليه واسع نعمته ومنحه العزة والحرية..فإذا أخطأ الإنسان واعترته عوارض قيدته وغيرت من وضعه كإنسان وكبلت حركته وانتهكت حريته فلا يمكن لهذه العوارض أن تغير من أصله وجوهره فكرامة الإنسان هى أصله والأصل فيه.. وهذا المعنى العظيم هو الذى راعاه القرآن وقررته السنة وأولته اهتماماً بالغاً.. وقد لخص الفاروق عمر منهج القرآن والسنة فى حفظ حق الإنسان كإنسان بقولته المشهورة :" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".. ومعلوم أن الأسير له حق فى الإسلام.. بل يجب عليك كمسلم أن تنفذ فى الأسير هذا هذا الواجب الخلقى السامى ..{ ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً}..يا لعظمة هذا الدين..ويا لنبل سماحته.. يعنى لو كنت فى حاجة إلى هذا الطعام فإن إطعام المسكين واليتيم والأسير أولى منك.. اطعمه ولو كنت فى حاجة إلى هذا الطعام..وقد يسأل سائل أنه فعل وفعل ويستحق هذا الجزاء فكم أحرق من المسلمين..وكم قتل وقتل وكم وكم؟...أقول لك..هب أنه عدو..ماذا تنتظر من العدو؟ لكن لو وقع فى يدك أسيراً فطبقّ حكم الله فيه..اعطه حقه كأسير ..عامله كما عامل النبى – صلى الله عليه وسلم – أسارى بدر .. استفد منه ومن خبرته .. ادعه إلى الإسلام بين له ما كان عليه من خطأ ..اجعل العالم كله يتعاطف مع قضيتك إن كان لك قضية.. كن صاحب مبدأ .. لا تألب الدنيا عليك .. ولا تجمع على نفسك المتاعب.. ويا للأسف لقد فعلتم عكس ذلك كله.. فألبتم الدنيا عليكم .. واستعديتم العالم ضدكم.. ونقلتم صورة مشوهة عن الإسلام .. أسأتم إلى النبى بسوء أخلاقكم .. وأساتم إلى المسلمين أكثر مما أحسن إليهم غيركم.. هذا حالنا وهذا جرم ما جنت ايديكم .. ومنها سيموت الحر كمداً .. سيموت الحر كمداً لما آل إليه حال المسلمين.. سيموت الحر كمداً عندما يرى راية الإسلام الناصعة البياض البراقة قد انطفئ بريقها وخمدت جذوتها.. سيموت الحر كمداً عندما يرى أتباع الإسلام يسيئون إليه ولا يحسنون وبسببهم يفر الناس من الدين وينفرون.. سيموت الحر كمداً عندما لا يحمل المسلمون من الإسلام إلا اسمه ورسمه .. دون أن يحملوا همه عن حقيقة واقتناع .. سيموت الحر كمداً وحسرة وأسى على زمان كلن فيه المسلمون رحماء بينهم .. كانوا داعين إلى ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة .. لقد أساءنا إلى هذا الزمان وأهله واستخرجنا من جعبتنا كل قبيح لنحيل به عذب الدين ملحاً أجاجاً وحلوه علقماً لا يستساغ.. لقد أحرقتم أسيركم فى مشهد مروع مهيب استنكره العالم اجمع واستنكرته الفطرة الإنسانية السوية ويستنكره الإسلام الذى عرف للإنسان حقه قبل أن يفكر الواضعون فى وضع قانون لحمايته وحفظ حقوقه.. لقد أحرقتم أسيركم وأحرقتم معه كل قدر للمسلمين فى قلوب غيرهم إن وجد لهم قدر وقيمة.. لقد أحرقتم أسيركم وأحرقتم معه قلوب كثير من الأمهات والأباء والابناء والزوجات.. لقد أحرقتم أسيركم وقضيتم معه على بارقة الأمل للخلاص من الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد.. أيها الفاسدون المفسدون فى الأرض لقد أحزنتنا جريمتكم النكراء وجرمكم الشنيع.. ولكم كنا نتمنى ألا تزينوا للناس أعمالكم باسم الدين.. وتلبسوا لهم لبوس الصالحين .. وترفعوا شارة المجاهدين.. فلا والله ما عرف الإسلام لفكركم مثيلاً ولا شهدت البشرية لجريمتكم شبيهاً.. ولقد كذب والله من رأى من جريمتكم مبرراً للنيل من الإسلام واتباعه .. فالإسلام منكم ومنهم ومن كل من ناصركم أو شايعكم وايدكم أو هللّ لصنيعكم أو فرح بفعلكم برئ برئ .. وسيبقى الإسلام وسيبقى المسلمون كما هم يحبون الناس ويحبهم الناس وينشرون فى الكون سماحة الإسلام ويبنون فى العالمين مجده ويعيدون صفحاته الناصعة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى.. فهل يعقل أهل الإسلام أم يموت الحر كمداً؟
2:43 ص
شارك:
0 التعليقات :