![]() |
جبهة إصلاح الجماعة الاسلامية |
لا تشغل نفسك بغير الطريق ..
أعجبتنى كثيراً هذه العبارة التى توضع على جنبات الطريق كلوحة إرشادية لسائقى السيارات. والذى يفكر جيداً ويتابع بدقة حوادث الطرق التى يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء يعلم بيقين أن كل الكوارث المرورية هى نتيجة لمخالفة هذا التوجيه .. ولو أن كل سائق لم يفكر إلا فى سلامته ومن معه حتى الوصول إلى بر الأمان ما حدثت هذه الحوادث المروعة والمكررة بشكل شبه يومى.. وعلى قائد السيارة الفطن الواعى أن يمتص وعورة الطريق وما فيه من عقبات ومطبات صناعية.. وعليه أن يتعامل بحكمة مع اللصوص وقطاع الطريق حتى يسلم ومن معه.
استدعيت هذه المقدمة لأنها تشبه تماماً طريق السائر إلى ربه فالسائر والداعى إلى الله هو القائد لسفينة النجاة بمن فيها ممن يدعوهم إلى الله ويبين لهم منهجه.. ولو أن هذا السائر أدار وجهه إلى الوراءأو التفت إلى ما حوله ومن حوله ممن يريدون أن يعرقلوا حركته ويعوقوا مسيرته.. لو أنه التفت يمنة ويسرة وأصغى باذنيه إلى ما يصدر هنا من صيحات وما يصدر هناك من عواء وعويل.. لو أن السائر أراد أن يقف عند كل صيحة يسمعها يتبين من الصائح ليسكته.. ومن العاوى ليخرسه..لو أنه شغل نفسه بهذا وذاك ربما غرقت السفينة وجنى برعونته على من فيها لأنه شغل نفسه بغير الهدف المحدد والغاية الساعى إليها ولم ينتبه لوعورة الطريق وخطورته..وإذا كان قائد السيارة عليه أن يتعامل بحكمة ومهارة مع تلك المطبات الصناعية.. فإن الداعىة توضع أمامه مطبات شيطانية أشد وعورة من تلك التى تعوق مسيرة السيارات وتقلل من سرعتها والفارق بينهما أن الأولى تهدف إلى ترشيد سرعة السيارات وخاصة عند المناطق السكنية أما المطبات الشيطانية فالهدف منها إزاحة السائر بالكلية من إكمال السير حيث أنها تكون إما مطبات لزجة ناعمة محشوة بالسم القاتل..أو أنها واعرة شديدة الخورة يعجز السائر أن يتحملها ... وكلاهما من فعل الشيطان وكيده ومن تدبيره ومكره.. هذه المقالب وتلك – كما اسميها أنا – الداعية هو من جنى على نفسه وأوقع من حيث يريد الأصلاح نفسه فى هوة سحيقة قلّ أن ينجو منها.. ولو أنه منذ البداية انتبه إلى أن الطريق ليس بسهل ولا هين ولا لين.. وانه محفوف بالمخاطر.. وملبد بالغيوم.. ما ضره ما فيه من أهوال و نكبات وما هزه عواء الذئاب وما أثناه عن السير نباح الكلاب..هذه مصيبتنا وتلك نكبتنا أننا انشغلنا بهاتيك الخزعبلات وسلمنا بتلك الترهات.. ولو كان همنا الوصول إلى بر الأمان آمنين لقيضّ الله لنا من يمهد الطريق ويزيل وعورته ويؤنس وحشته....
وإن تعجب من ذلك فعجب انشغال السائرين بعيوب بعضهم البعض.. ويكأن الطريق ممهد ومفروش بالرياحين ولا عيب فيه إلا أن أرى رفيق دربى وصديق عمرى سائراً بجوارى ولو رأيته لناصبته العداء وألزمته الحجة وأقمت عليه البينة ونصبت الأدلة على أنه على خطأ جم وخطر عظيم..ولا ينبغى له أن يتقدم ولا يوازينى السير ولا سيبقنى فى العدو... بل يجب أن يكون دوماً تابعاً ينفذ وفقط.. يسير ولا يتكلم ولا يناقش ولا يجادل فالقيادة لها أهلها والسيادة لها أربابها..فإن خالفت الأمر كلنا لك الاتهامات واخرجناك من عباءة الدين.. فأنت خائن وأنت عميل وأنت بعت دينك وأنت تعاون الظالمين وأنت تساند المجرمين وأنت وأنت سر خلفنا وإلا فضحناك على رؤس الأشهاد فى مواقع التواصل الاجتماعى وانشئنا من اجلك الصفحات المخصصة بالرد عليك واظهار عوارك وفضح أمرك وهتك سترك والقول عليك بما فيك وما ليس فيك فأنت معنا أو علينا لا نقبل منك غير ذلك..( واللى ما يشترى يتفرج.. هو ده اللى بيحصل وال مش هو واللى مش عارف يعرف واللى عارف يراجع نفسه)
وإذا كان على قائد السيارة أن يتعامل بذكاء ودهاء وحذر مع اللصوص وقطاع الطرق ...فإن لصوص الدين كثيرون.. وذلك لأن الدين كلأ مباح وحل مستباح لكل من هبّ ودبّ يفتى ويفّسق وينفقّ ويكفر.. إن لصوص الدين وقطّاع الطريق إلى الله يصدون عن سبيله باسم الدين ويروعون الآمنين باسم الدين..ويقتلون الأبرياء باسم الدين.. بل ويسبون ويلعنون باسم الدين... ولو أنكرت عليهم فعلة أو قولة رموك بأبشع الالفاظ واحط الكلمات ساخرين من كلامك تارة ومهددين تارة أخرى ..إن قطّاع الطريق ولصوص الدين لا يهنأ لهم بال ولا يقر لهم قرار إلا أن يروا دماءً تراق هنا وهناك ويروا حرمات تستباح واعراض تنتهك ثم بعد ذلك تراهم يباركون ويؤيدون..ويا ويل من انكر عليهم أو خالفهم لن يسلم من بذاءاتهم فى الوقت الذي يعلنون للناس أنهم يتعاملون بالأدب فمتى كانت السخافة أدباً؟ ومتى كانت الجهالة علماً؟ ومتى كانت الحماقة حلماً؟ إن قطّاع الطرق ولصوص الدين يتاجرون بالدماء ويتربحون بأعراض الناس .. انقلبت لديهم الموازين، هم الحاقدون يهاجمونك ويشوهون صورتك ويطاردونك فى مجالسهم ويتلذذون بأكل لحوم إخوانهم لا لشئ إلا لأنك خالفت لهم رأياً وأنكرت عليهم مسلكاً سلكوه فهنيئاً لى وأف لهم
فأنا الرائد فى الحياة أطبها...وكل الدنا من علومى ترتشف
هذا بيت شعر ارتجلته على لسان ذلك الداعية المظلوم المهضوم حقه من ثلة لا ترعى حقاً ولا تحفظ عهداً..وفى النهاية أقول سر أيها الداعية إلى الأمام صابراً محتساً والله حسبك وهو ناصرك ولا تنشغل بغير الطريق .
4:21 ص
شارك:
0 التعليقات :