الاثنين، 2 فبراير 2015

دعشنة العقل .. وشرعنة الفكر بقلم / شعبان عبدالظاهر

بقلم عبدالرحمن صقر  |  لا يوجد تعليقات



إصلاح الجماعه الاسلامية 

عقل داعشى وفكر مشرعن .. مصطلحان بينهما ما بينهما من تلازم وترادف .. هما وجهان لعملة واحدة.. وفى حوارنا المفتوح مع فضيلة الشيخ فؤاد الدواليبى ومعه لفيف من قادة جبهة الإصلاح أثناء جولتهم الدعوية حيث قطعوا الأميال وتجشموا الصعاب وذاقوا مشقة السفر فى البرد القارس والجو الممطر جزاهم الله خيراً.. ومن حديث الشيخ استفدت كثيراً كيف أن الناس يحاولون إيجاد الدليل الشرعى الذى يبرر ما يرتكبونه من أخطاء ..فكرت كثيراً فى كلام فضيلته فوجدت أن هناك علاقة وطيدة وتلازم دائم بين العقل الداعشى المعاصر والفكر الخاطئ الذى أضيفت عليه صفة الشرعية.. ونظرة إلى الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة وجدتهم جميعاً وبلا استثناء يأصلون لمنهجهم بفهمهم هم فقط لا فهم غيرهم.. يعنى كل ما يعتقدونه صواباً يبحثون عن دليل شرعى يؤيده وفى الوقت ذاته تجد آخرين يردون عليهم ويخطّئون ما ذهبوا إليه بدليل شرعى آخر.. والتعارض بين الفريقين واضح وصريح وجلّى وكل فريق يستدل بدليل يراه من وجهة نظره هو الأقوى .. ولا ضير فى ذلك فإن فى هذا ما يدل على رحابة صدر الشريعة وكيف تستوعب ضيق أفق الجميع؟ طالما كان الخلاف مستساغاً حول مسألة من مسائل الفروع التى يسعنا الخلاف فيها.. لكن الأدهى وأمر هو شرعنة الخطأ أو شرعنة الفكر الخاطئ.. فهناك أمور اجتمعت كلمة الأمة على تحريمها وعدم جوازها .. وأمور أخرى اجمعت الأمة على جوازها وبينهما أمور مختلف فيها ما بين الجواز والمنع.. ونحن وإن سلمنا بجواز الخلاف فيما اجتمعت كلمة الأمة على جواز الخلاف فيه فلا نسلم بتحليل ما اجمعت الأمة على تحريمه أو تحريم ما اجمعت الأمة على تحليله.. وهو ما ينتهجه العقل الداعشى العقيم الذى يبرر جواز أفعال شنعاء اجمعت الأمة على تحريمها كتكفير المسلمين بغير بينة ولا إقامة حجة وكقتل النفس التى حرم الله بغير حق وكأعمال التفجيرات التى يذهب ضحيتها الأبرياء.. إننا إذا قلنا أن العقل الداعشى كله بهذا المستوى من ضحالة الفكر وركاكة العلم إلا أنى أتصور أن كل جماعة يوجد فيها هذا العقل الداعشى الباهت.. فكل من أصر على الخطأ وشرعنه وأصّل له وجمع على خطئه من الأدلة الشرعية التى تبرر له ارتكابه فهو داعشى العقل فى شرعنة فكره وخطئه فكل جماعة فى مجموعها يوجد فيها ذلك العقل الداعشى الذى يجلب عليها المتاعب ويجعلها عرضة للنقد ,.. أما المسلم والداعية على وجه الخصوص فإن الحق حليفه يدور معه حيث دار ويكون معه حيث كان .. ولقد حارب النبى العظيم . هذا العقل الداعشى الذى طل برأسه فى عهده.. حينما قتل أسامه بن زيد الرجل الذى شهد أن لا إله إلا الله .. فأنكر عليه النبى هذا الخطأ الكبير الفاحش والأثم العظيم المبين " أقتلته وقد قال لا إله إلا الله يا أسامه" ولكن انظر إلى شرعنة الخطأ من أسامه ابن زيد رضى الله عنه فبرر خطئه بقوله إنه قد قالها تعوذاً يا رسول الله ,وما كان من معلم البشرية إلا أن يلقن أسامه درساً ليكون نبراساً للأمة فى حياتها " أشققت عن قلبه لتعلم أقالها تحصناً من السيف أم لا".. ,وأنت أشققت عن قلوب الناس لتحكم بتكفيرهم وإيمانهم؟ أشققت عن قلوبهم لتحكم عليهم بالقتل وتقضى عليهم بالاعدام؟ أشققت عن قلوبهم لتحكم عليهم بالجنة أم النار؟ أشققت عن قلوبهم لتعلم أهم منافقين أم لا؟ تعلموا حسن الظن , واعرفوا لأهل الفضل فضلهم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تهضموا صاحب حق حقه. تحولوا من الشر إلى الخير كونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر تعلموا من عظماء الإسلام كيف كانوا يعرفون للناس حقهم فقد سمع عمار ابن ياسر رجلاً ينال من أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فقال له : اسكت مقبوحاً منبوحاً فأشهد أنها زوجة رسول الله فى الجنة" وفى رواية : اغرب مقبوحاً أتؤذى محبوبة رسول الله"..ما الفرق بين فكر وعقل وخلق عمار بن ياسر رضى الله عنه وفكر وعقل من سب أم المؤمنين إن مثل هذا العقل الداعشى بفكره الخاطئ الغير رشيد ما حل بمكان إلا واحدث فيه الفتن وزاد على الناس من المحن وإنى أرى أن السبب الوحيد فى ظهور مثل هذا العقل هو ضعف القيادة فضعفها وخوارها هو وراء كل هذا الاضطراب والفوضى بين الناس وضعف القيادة بدوره يعود إلى فقدان التربية وجمود القلب وضعف الوازع الدينى , قال بعض الحكماء : الصفوف معوجة منشقة والقلوب خاوية حائرة والسجدة جامدة خامدة لا حرارة فيها ولا شوق ولا عجب فقد انطفأت شعلة القلب وخمدت جمرة الفؤاد".. لماذا لا يكون الخلاف بيننا على أساس من العلم والبينة؟ أم هى قلة الزاد وضحالة المعرفة التى أثمرتا عن أفراز مثل هذا العقل إن الخلاف العلمى الناضج والدقيق بين الفقهاء وأهل العلم أسفر عنه انتاج البحوث وائتلاف القلوب وهو خلاف مستساغ ومعارك علمية كانت خسائرها بدعة قد دحرت وخرافة بائرة وباطل افتضح امره وكشف ستره وحديث موضوع قد ظهر ورأى فاسد قد وضح الكل دائب فى خدمة دينه وتجلية حقائقه وتفسير آياته وبيان محاسنه وتوضيح معالمه ونية الجميع ابعاد المفاسد والنواهى من ساحة الإسلام السمح العظيم واظهار بريقه من جديد ليراه الناظرون جلياً مشرقاً كما أنزله ربنا وكما أراد أن يكون نبينا .

1:16 م شارك:
من أنا عبد الرحمن صقر

احد شباب ال 25 من يناير المجيدة و القيادى السابق بحزب البناء و التنمية والمتحدث الاعلامى السابق بجبهة اصلاح الجماعة الاسلامية Facebook.

0 التعليقات :

هل تريد المزيد؟
إشترك الآن بالقائمة البريدية ليصلك جديد المواضيع.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

جميع الحقوق محفوظة © 2015 ( صــــــــقـــــــر ) تصميم fff
.
الصعود للاعلى