الخميس، 19 فبراير 2015

حتمية المواجهة ... بقلم / ناصر سعد

بقلم عبدالرحمن صقر  |  لا يوجد تعليقات


ناصر العطار 




قضية الانحراف الفكري قضية قديمة حديثة ,قضية احتدم فيها الخلاف بين المسلمين في أول عهد الإسلام , وتحولت فيها المواجهة الفكرية إلى مواجهة مسلحة , أريقت فيها الدماء على ايدى الخوارج, وكأن تاريخ الأمس يعيد نفسه فإذا بالانحراف الفكري اليوم يتحول إلى انحراف في السلوك والتطبيق , وينقلب من فكر إلى عنف , وتحول من رأى إلى قتل وحرق وذبح .
إن قضية الانحراف الفكري المتمثلة في الحكم على الآخر بالكفر والخروج من الملة هي من القضايا التي شغلت فكر المسلمين وأثارت اهتمامهم من قديم الزمن ,إلا أن العلماء حسموا الأمر بشأنها وانعقد إجماعهم على أن من سبق له عقد الإسلام بيقين , لايجوز إخراجه منه الإ بيقين مثله , لأن اليقين لايزول بالظن وإنما يزول باليقين .
فلا كفر بمعصية ،ولا خروج من الملة بذنب ،ولا كفر لمجرد الخلاف في الرأي أو المذهب أو الفكر أو الطرح السياسي .
في الحقيقة إن قضية التكفير ومن ثم قضية استحلال الدم هي قضية ليست بالسهلة اليسيرة التي يمكن أن نتغافل عنها ولا نعيرها اهتماما وإنما هي قضية معقدة بعيدة الجذور، وفي المقابل هي أيضا قضية ليست مستحيلة ولا مستعصية على الحل .
ذهب العلماء و الكتاب والمفكرون والمحللون والساسة والإعلاميون كل مذهب وخاض الجميع واتسع الخلاف بينهم في كيفية مواجهة هذا الفكر المنحرف إلا أن الجميع اتفقوا على حتمية مواجهة هذا الضلال العقدي وهذا الخلل الفكري .
فيمم البعض قلبه وعقله وفكره ناحية مواجهته بفكر صحيح مدروس ,والبعض الأخر اتجه ناحية مواجهة هذا الفكر بالقوة – بحجة أن الأمة قد استنفدت جهودها , ونفذ صبرها وإن هؤلاء قد أصموا آذانهم , , وأصروا على فكرهم , وأغلقوا عليه قلوبهم وعقولهم .
لكن هذه القضية من وجهة نظري-التي تقبل الصواب والخطأ والأخذ والرد- أرى انه يجب أن تواجه بالفكر لا بالقوة,تواجه في جميع مجالات الحياة : العلمية والفكرية والدينية والتربوية تواجه في المدرسة والجامعة , تواجه في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة , تواجه في المساجد ومن فوق المنابر , وفى الندوات والمنتديات , وفى المؤتمرات حتى يمكن محاصرة هذا الفكر الخاطئ , ومواجهته بفكر صحيح مدروس.
نحن لا نريد أن نصنع عدوا من بيننا ولا من بني جلدتنا وإنما نريد أن يرجع الجميع إلى صوابه ,وليكن شعارنا " تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا..."
إن مواجهة الفكر بالعنف أو مواجهة العنف بالعنف سيقابل بالتحدي مادام الخصم قويا عنيدا يستطيع التحدي ، وسيقابل بالخديعة والمكر والخيانة إذا وهنت قوته أو ضعفت حيلته .
فسلطان القوة قد يتحكم في الجسد , أما العقل والقلب فلا سلطان عليه لغير الإقناع والحجة
.نتمنى أن يقوم كل منا بدوره ناحية الإصلاح والتصحيح من باب قول الحق سبحانه "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ...."
وان كان العبء الأكبر في هذا الأمر يتحمله الأزهر والأوقاف فهم أئمة الدين وأهل العلم والحجة وأهل الحكمة والموعظة الحسنة يجيدون الإلقاء ويمتلكون الإقناع بما معهم من حجج بينة ويملكون استمالة القلوب بما أوتوا من سحر البيان .
وفق الله الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد .



12:36 م شارك:
من أنا عبد الرحمن صقر

احد شباب ال 25 من يناير المجيدة و القيادى السابق بحزب البناء و التنمية والمتحدث الاعلامى السابق بجبهة اصلاح الجماعة الاسلامية Facebook.

0 التعليقات :

هل تريد المزيد؟
إشترك الآن بالقائمة البريدية ليصلك جديد المواضيع.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

جميع الحقوق محفوظة © 2015 ( صــــــــقـــــــر ) تصميم fff
.
الصعود للاعلى