دار النقاش بينى وبين صديقى فاختلفنا واحتد الجدال وتشبث كل منا برأيه ورآه دون غيره هو عين الصواب ..وبعد أن هدأت نفسى وذهب روعى جلست أفكر ملياً فيما حدث وطال بى الفكر حتى أمسكت بقلمى وقرطاسى ورحت أعدد سلبيات الحوار وايجابياته ونتيجة ما أنتهينا إليه ..والحق أقول أنى لم أجد للحوار إيجابية واحدة تذكر وعلى النقيض عددت كثيراً من السلبيات ..أما من حيث النتيجة فما من نتيجة أنتهينا إليها وذهبت أوقاتنا أدراج الرياح ولو تحلى كلانا بأدب الحوار ما حدث الذى حدث وما كان الذى كان من شقاق وضغائن ولو أن كل منا أعتقد أن رأيه ربما لا يكون صواباً ووضع له احتمال الخطأ لسّلم بصحة رأى صاحبه أما أن يصارع محاوره - وكأنهما فى معركة اشتد وطيسها- ونصب عينيه رأيى صواب لا يحتمل الخطأ ورأى صاحبى خطأ لايحتمل الصواب فتلك هى الكارثة بعينها ولعل هذا هو سر فشل كثير من الزيجات لعدم تقبل كل طرف لرأى شريكه وهو كذلك سبب انهيار العديد من الأعمال الاجتماعية وسر تأخر الجماعات الدعوية هى أنها اعتقدت اعتقاداً لا ترى غيره صواباً وغير ذلك من الأمثلة الباهتة تهاوت وسقطت فى بدايات الطريق لفقدانها التحلى بأدب الحوار وعلى العكس من ذلك انظر ماذا حقق هذا الحوار الهادئ الهادف البنّاء هذا فضلا عن كسب قلوب وألباب معارضيك قبل مؤيديك وتحقيق نتيجة مذهلة قد لا تصدقنى فيما اقول لكنها الحقيقة التى أدعوك إليها فتأدب بأدب الحوار ثم جرب وسترى بنفسك الفارق بين حالك قبل أن تعرف للحوار آدابه وبعد أن أصبحت من أربابه
9:19 ص
شارك:
0 التعليقات :