الجمعة، 23 يناير 2015

المدارس والاتجاهات بقلم / ناصر العطار

بقلم عبدالرحمن صقر  |  لا يوجد تعليقات


ناصر سعد العطار


لقد حفل الفقه الاسلامي باتجاهات عديدة ومدارس كثيرة ،كانت هذه المدارس والاتجاهات على كثرتها عامل ثراء وبقاء لهذا التراث الاسلامي العظيم،وكانت هذه الاتجاهات والمدارس الفقهية المختلافة بمثابة المحرض على التفكير والابداع واعمال العقل .راينا في الفقه الاسلامي مدارس الحديث و الاثر و مدارس الراي والنظر ومدارس الوقوف على ظاهر النص ومدارس اخرى تاخذ من كل مدرسة افضل ما لديها دون تحيز لمذهب او تقديس لعالم او تنزيه لامام ،حتى انتجت هذه المدارس كنوز وثروة معرفية لا يقدر قيمتها وقدرها
الا اهل العلم .
اما الناظر بعين البصيرة في هذا العصر فسيرى ان حركة الفقه انحصرت في اتجاهين اثنين لا ثالث لهما :- 
الاتجاه الاول هو ذلك الاتجاه الذي يتمسك بحرفية النص دون التغلغل في المقصد من النص ،لايبحث عن العلة في الحكم ولا يبحث عن الاسرار التي قد تكون موجودة في النص مع ان الخروج عن الفهم الحرفي للنص
قد يكون ضروريا في بعض الاحوال لكن بضوابط يعرفها اهل الفقه ولا تخفي على اولي العقول والالباب والتي نستطيع ايجازها في التمسك بروح التشريع ومقاصده في ضوء استقراء النص والوعي بالقرائن المصاحبة له مع ضرورة الرجوع الى الاصول العامة للتشريع .. وهذا الاتجاه يمثله المذهب الظاهري في جملته سواء الظاهرية القديمة او الظاهرية الجدد.
اما الاتجاه الثاني
والذي انحصرت فيه حركة الفقه في العصر الحديث فهو الاتجاه المقاصدي وهو الاتجاه الذي يتعدى حفظ النصوص واستذكارها الى مرحلة الفهم والاستيعاب فلا يعتمد هذا الاتجاه على حفظ النصوص الجزئية ولا يقرا النصوص متفرقة مجزاة متناثرة مفصولا بعضها عن بعض لا يقرا اية او حديثا ويعثر فيه على حكم ويتشبث به دون ان يقارنه بالنصوص الاخرى ودون ان يرده الى المقاصد العامة في التشريع .
 المسلمون اليوم في حاجة الى القراءة المقاصدية للنص والتي هي عبارة عن محاولة للربط بين الاحكام الجزئية في ضوء منهج استقرائي يربط بين قراءة النص وقراءة الواقع .
 الهدف من الاحكام في الاسلام اما درء مفسدة او جلب مصلحة ومتى تحقق هذا فقد تحقق المقصد من الحكم ،فيجب علينا الابتعاد عن القراءة المتهافتة للنص حتى لا نقع في محظور عظيم الا وهو تنزيل احكام شرعية على واقع غير واقعها فنخطؤ من حيث لا ندري ونحن نظن اننا نحسن صنعا .
ان النص الديني يحمل قراءات ومعاني على اساس اللغة ومدلولاتها وظروف المخاطب والزمان والمكان ولما كان المخاطب يتغير فلا بد للفهم ان يتغير وما الامام الشافعي عنا ببعيد فمذهبه القديم والجديد ما هو الا ترجمة عملية لتغير الاحكام بتغير الزمان والمكان والاشخاص.


والى اللقاء في القريب  ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   







1:02 م شارك:
من أنا عبد الرحمن صقر

احد شباب ال 25 من يناير المجيدة و القيادى السابق بحزب البناء و التنمية والمتحدث الاعلامى السابق بجبهة اصلاح الجماعة الاسلامية Facebook.

0 التعليقات :

هل تريد المزيد؟
إشترك الآن بالقائمة البريدية ليصلك جديد المواضيع.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

جميع الحقوق محفوظة © 2015 ( صــــــــقـــــــر ) تصميم fff
.
الصعود للاعلى