الثلاثاء، 20 يناير 2015

الصدق .. صفة الأنبياء الغالبة بقلم / شعبان عبدالظاهر

بقلم عبدالرحمن صقر  |  لا يوجد تعليقات



شعبان عبدالظاهر



إذا كانت تجب فى حق الأنبياء صفات ويستحيل عليهم ضدها.. فإن أعظم هذه الصفات وأسماها منزلة.. صفة الصدق فيجب فى حقهم الصدق ويستحيل عليهم الكذب.. ذلك أن الصدق هو أساس المجتمعات.. وجوهر الدعوات .. ومنبع الفضائل.. وأصل العقائد.. فلا حياة لمجتمع يقوم على الكذب.. ولا قوام لدعوة تخلى أصحابها عن الصدق..ولا بقاء لفضيلة جانبته.. ولا رسوخ لعقيدة ناقضته.. وقد قيل: إن الصدق عمود الدين وركن الأدب وأصل المروءة فلا تتم هذه الثلاثة إلا به.. وقد امتدح الله الصادقين والصادقات وبين أن الصدق ينفع صاحبه.." هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ".. وحسبك شرف وفخر أن يكون الصادق الأمين محمد قائدك ونبيك .. وهذه شهادة يفخر بها كل مسلم فالشهود هم الأعداء والحق ما شهدت به الأعداء.." والله ما جربنا عليك كذباً قط".. والصدق شامة تميز المؤمن عن غيره فلا يكون المؤمن أبداً كذاباً وفى حديث عائشة رضى الله عنها قالت: سألت رسول الله بما يُعرف المؤمن؟ فقال: "بوقاره ولين كلامه وصدق حديثه".. وفى حديث القرآن عن الأنبياء وصدقهم.. وعن جزاء الصادقين وثوابهم .. بيان لمنزلة الصدق وأنها من لوازم النبوة وتاج يتوج به الدعاة والصالحين.. هيا مد يدك إلى كتاب ربك وأفتح معى المصحف الشريف.. البحر الزاخر لترسيخ الفضائل والنهر العذب الزلال لسمو الأخلاق..وأقرأ فى سور مريم وصف إبراهيم { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} .. وقد جعل الله لإسحاق ويعقوب..{ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} وكان إسماعيل { صَادِقَ الْوَعْدِ} وكان إدريس..{ صِدِّيقًا نَبِيًّا}.. تابع وقلب معى صفحات المصحف وادع معى دعاء إبراهيم..{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ}..وإن أحسن الكلام : ما صدق به قائله.. وانتفع به سامعه .. وهذا كلام الله الصادق الوعد الأمين .. وقد أخبرنا بيقين أن الأنبياء كانوا صادقين.. فهيا ننتفع بكلام ربنا.. ونطبق ذلك فى حياتنا التى جافاها الصدق وخاصمتها الفضيلة.. فمن لزم الصدق وعوّد لسانه به وفّق.. فإن الصدق باب شامل لجماع الفضائل.. فهو صدق فى العمل كما هو صدق فى القول.. وصدق بالجوارح والأركان كما هو صدق باللسان .. صدق مع الله.. وصدق مع الناس .. وصدق مع النفس..الصدق صفة الأنبياء الغالبة ولما كان العلماء ورثة الأنبياء.. وجب على العلماء أن يكونوا صادقين.. وأن يكونوا أحق بهذا الميراث النبوى العظيم من غيرهم.. ولما كان الأنبياء دعاة على أبواب الجنة ,هداة إلى الله لزم أن يتحلى الدعاة بالصدق وأن يجعلوه وشاحاً لهم ووساماً على صدورهم.. لأنه لم ولن يفلح داعية فيه شئ من كذب فإن الكذب رأس المهالك وعمود البهتان.. ومما عمت به البلوى فى حياة الدعاة كثرة الكذب وهم لا يشعرون.. فمن كذب الدعاة تلفيق التهم بمن خالف رأيهم وتصديق الكذابين لأنه كما قيل راوى الكذب أحد الكذابين.. ومن كذب الدعاة مجافاة الحقيقة وتزوير التاريخ ومناقضة الواقع وخداع الآخرين.. وإن من أشد الكذب فى حق العلماء والدعاة على السواء القول على الله بغير علم.. فمن قال على الله بغير علم فقد أعظم على الله الفرية.. وإن من القول على الله بغير علم الحكم على عباده بالكفر والفسق حتى صار التكفير آفة من آفات العصر التى أصابت الكثير من الشباب وهى لوثة من لوثات العقل المتحلف.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإذا كان الصدق صفة الأنبياء الغالبة .. وزاد العلماء والدعاة إلى الله فهو فى الأساس خلق المسلم الحر الذى لاينفك عنه ولا يحيى بدونه.. فلا تحسبن الكذب صفة الأحرار.. فالحر لا يكذب والصدق بالحر أحرى ,لا تحسبنه ذكاء وفهلوة ومهارة بل هو صفة الأغبياء الحمقى قليلى الحيلة متبلدى الإحساس والحس.. فكن أخى صدوقاً ترى ما لا يراه الآخرون فقد قال بعض الحكماء " إنى وجدت صدق الحديث طرفاً من الغيب فأصدقوا .. يعنى أن من لزم الصدق وعوّد لسان به لا يكاد ينظق بشئ يظنه إلا جاء على ظنه .. فيارب اجعل لنا لسان صدق فى العالمين.


8:35 ص شارك:
من أنا عبد الرحمن صقر

احد شباب ال 25 من يناير المجيدة و القيادى السابق بحزب البناء و التنمية والمتحدث الاعلامى السابق بجبهة اصلاح الجماعة الاسلامية Facebook.

0 التعليقات :

هل تريد المزيد؟
إشترك الآن بالقائمة البريدية ليصلك جديد المواضيع.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

جميع الحقوق محفوظة © 2015 ( صــــــــقـــــــر ) تصميم fff
.
الصعود للاعلى