الأربعاء، 14 يناير 2015

اعتقال الفكر...من عوامل هدم الدين بقلم شعبان عبدالظاهر

بقلم عبدالرحمن صقر  |  لا يوجد تعليقات




إذا كان البدن لا يبقى ولا يدوم إلا بالغذاء الذى يقيم أوده ويصلب عوده.. فكذلك العقل لا يدوم مرشداً ولا يبقى مستنيراً إلا بالعلم والمعرفة اللذان هما زاده.. فبهما ينبض وبهما يصل حاضره بماضيه.. ويجمع بين أصالة الماضى وحداثة الحاضر
وإذا كان لكل شئ ضد فإن لحرية الفكر أضداداً بل أعداءً من أشدها بأساً وأخطرها.. وأكثرها وبالاً وأكبرها...تلك اللوثة التى تصيب الإنسان فى عقله وفكره وعلمه.. فتجده مرتعش الضمير.. ضعيف الهمة .. فاتر العزيمة.. غير قادر على اتخاذ قرار .. فقد أصبحت حرية فكره وفهمه مكبلة بقيود واغلال ذاتية نتيجة لقناعات داخلية تراكمت على مر الزمان من قراءاة خاطئة لموروثات ما قصد بها أصحابها هذا الفهم الخاطئ وهذا الاستنباط الغير منطقى.. ثم هو يردد فى زهاء بأنه على صواب ..ويناطح من عارض أمره أو خالف رأيه..ومن أضداد حرية الفكر الجهل المستحكم.. فإن العقل والجهل ضدان كالماء والنار لا يجتمعان.. والعقل لا يزدهر ويتألق ويتأنق إلا فى ظل العلم والمعرفة.. وإن العقول المبدعة القادرة على التغيير لا يقر لها قرار.. ولا يهدأ لها بال إلا فى ظل الأمن والسلام ومزيد من حرية الرأى والفكر.. فحيثما يحل الجهل يغيب العقل...فالجهل يعطل بعصاه وسوطه الملكات العقلية .. ويقضى على بارقة الأمل التى تنيرللسالكين طريقهم إلى العلم الذى يسهل لهم طريقاً إلى الجنة.."من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة".. ولقد كان تحريرالعقل والفكر مقصداً حسناً من مقاصد الشريعة الغراء السامبة .. فجاء الإسلام لإعلاء قيمة الفهم الجيد.. والعقل المبتكر..والتفكير الحر..وفى سبيل ذلك كسر كافة القيود والاغلال التى تحول دون بلوغ الغاية.. ونظرة فاحصة إلى العرب قبل مجئ الإسلام فقد كانوا على درجة عالية من الحرية والعزة والكرامة وقد ضربوا فى ذلك اروع الأمثلة فى كافة مجالات الحياة .. فيما عدا حرية الفكر فقد كانت رهن الاعتقال نتيجة لتمسكهم بعادات بالية وتقاليد هابطة ورثوها عن ابائهم الأولين وقالوا هذا ما وجدنا عليه أباءنا وظنوها دون غيرها الصواب وما سواها هو الخطأ الذى لا يغتفر والكسر الذى لا يجبر.. ومع العرب كان يعيش اليهود فى المدينة وهم أصحاب موروث دينى... سرعان ما انكمشت عقولهم وجمدت عن التفكير الجيد ...فجاء الإسلام محرراً العقل من أغلاله.. معلياً لقيمة العلم والمعرفة.. ولعل فى بدء الوحى بقوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} أشارة إلى إعلاء قيمة العلم والمعرفة وإيماناً بحق العقل فى التفكير والابداع وتتتابع الآيات على مدار ثلاثة وعشرون سنة هى عمر الوحى الشريف فى بيان قيمة العقل وتحريره من اغلاله..:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}..هذه صورة الإسلام الناصعة البراقة.. وسراجه المنير الوهاج.. الذى يحاول اتباعه آلان - دون قصد- الأساءة إليه واطفاء نوره.. فإن الجمود داء خطير قد دب واستشرى فى جسد الحركة الإسلامية.. فهم يعيدون العقل إلى محبسه بعد أن حرره الإسلام ويحكمون على الأفكار قبضتها بعد أن كسر الإسلام قيودها.. وفك عانتها.. وبالمثال يتضح المقال..ساءنى موقف لا زلت اتذكره جيداً منذ ما يقرب من أربعة عشر سنة ونحن فى سجن دمنهور فى بدء تفعيل المبادرة .. وقبيل عقد الندوات وحضور المشايخ كانت ادارة السجن تقوم بتوزيع كتب المبادرة الأربعة الاولى فأصدر الأخوة مسئولين الجماعة فى السجن آنذاك قراراً بالامتناع عن شراء الكتب .. وبطريقة أو أخرى تواجدت الكتب بين أيدى الأخوة وإذا بالقيادة ذاتها تصدر قراراً بمنع الأخوة من قراءاة الكتب وتشدد على ذلك وتعذر الأخ الذى يضبط متلبساً بمطالعة الكتاب ولقد كان بعض الأخوة يتسلل بالكتاب خلسة إلى دوره المياه ليرى ما هو الشئ الممنوع ومنهم من كان يختلس نظرات فى الخفاء تحت الغطاء فى هدوء الليل الدامس.. ترى ما حجة الأخوة المسئولين من منع قراءاة الكتب؟ حجتهم يخشون علينا من الفهم الخاطئ ويخافون علينا الفتنة لعدم الفهم .. وهل هناك فتنة أشد من فتنة السجن الذى ذقنا فيه الويلات.. وتجرعنا الغصص..؟ وكأنهم هم أكثر منا فهماً وذكاءً وتفكيراً.. وكان من المفترض أن نقوم بقراءتها لتكوين قناعتنا بها ومناقشة المشايخ فيما يغمض علينا فهمه.. أرايت اعتقالاً للعقل أكثر من ذلك؟ أرايت مصادرة للفكر أمر من هذا؟ لكن الحق يقال أن هذا الأمر كان محل شكوى للمشايخ فى الندوات واستنكروا ذلك بشدة ودعوا إلى حرية الفكر .. مثال آخر وكنا فى سجن المنصورة يمنع الأخ من قراءاة كتب معينة بحجة الخوف عليه .. ولا انسى تلك المقاطعة التى كانت لبعض الأخوة فى أحد السجون لمجرد أنه لا يلتزم بمنهج الأخوة فى القراءاة..وذكر لى بعض الأخوة من جماعة أخرى حينما قدمت له كتاباً هدية فقال لى أنه لا يجوز له النظر فى هذا الكتاب... يا الله.. ما أقبحه من فكر.. وما أعوجه من عقل .. وغير ذلك من الأمثلة كثير لا يسع المقام لحصرها فهى فى تزايد مستمر.. وبالمقابلة الإسلام فى تأخر مستمر.. أيها الأخوة هيا نحرر عقولنا ونطلق لها العنان فوالله لن يضل أحد بعقله بل سيزداد إيماناً وقناعة بالحق.. ونظرة فى قصص الباحثين عن الحق ترى كيف ميزوا بعقولهم ونضج أفكارهم بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال.. فانتقلوا برقى تفكيرهم من الظلام إلى النور.. وسموا بسمو عقولهم إلى السموات العلى وسبحوا بحمد من علمهم كيف يبحثون عن الحق

12:22 م شارك:
من أنا عبد الرحمن صقر

احد شباب ال 25 من يناير المجيدة و القيادى السابق بحزب البناء و التنمية والمتحدث الاعلامى السابق بجبهة اصلاح الجماعة الاسلامية Facebook.

0 التعليقات :

هل تريد المزيد؟
إشترك الآن بالقائمة البريدية ليصلك جديد المواضيع.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

جميع الحقوق محفوظة © 2015 ( صــــــــقـــــــر ) تصميم fff
.
الصعود للاعلى